المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

160

وهذا الوضوح في الرؤية هو الذي جعل المسلمين يدخلون بالتدريج إلى آفاق جديدة من الأخلاقيّة تختلف عن أخلاقيّة الهزيمة. هذا الوضوح هو الذي هزّ ضمير الإنسان المسلم، وهو الذي يهزّه إلى يومنا هذا.

فليس دم الإمام الحسين (عليه السلام) رخيصاً بدرجة يُكتفى في ثمنه بأن يهتزّ ضمير الإنسان المسلم في عصر واحد، أو في جيل واحد.. لا يمكن أن يكون ثمن دم الإمام الحسين (عليه السلام) أن تتزلزل قواعد بني اُميّة، أو أن يُكشف عن حقيقة بني اُميّة، أو أن تنتعش ضمائر جيل من اُمّة الإسلام.. هذا لا يكفي ثمناً لدم الإمام الحسين (عليه السلام) الطاهر، بل إنّ ثمن دم الإمام الحسين ـ الذي هو أغلى دم سُفك في سبيل الإسلام ـ أن يبقى محرِّكاً، منوِّراً، دافعاً، مطهِّراً، منقِّياً على مرّ التاريخ لكلّ أجيال الاُمّة الإسلاميّة..

لابدّ وأن يهزّ ضميرَنا وضميرَ كلّ واحد منّا اليوم كما كان يهزّ ضمير المسلمين قبل ثلاثة عشر قرناً..

لابدّ أن يهزّ ضميرَ كلّ واحد منّا حينما نجابه أيّ موقف من مواقف الإغراء، أو الترغيب، أو الترهيب..

لابدّ وأن نستشعر تلك التضحية العظيمة حينما نلتفت إلى أنّنا مدعوّون إلى تضحية جزئيّة بسيطة، حينما يتطلّب منّا الإسلام لوناً من التضحية وقَدَراً بسيطاً وضئيلاً من التضحية.