المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

157

فقتل، بل أراد أن يعرّض أولاده وأهله للقتل، ونساءه للسبي، أراد أن يجمع على نفسه كلّ ما يمكن أن يجتمع على إنسان من مصائب وتضحيات وآلام؛ لأنّ أخلاقيّة الهزيمة مهما شكّكت في مشروعيّة أن يخرج إنسانٌ للقتل، فهي لا تشكّك في أنّ هذا العمل الفظيع الذي قامت به جيوش بني اُميّة، قامت به جيوش الانحراف ضدّ بقيّة النبوّة، لم يكن عملاً صحيحاً على كلّ المقاييس وبكلّ الاعتبارات.

كان لابدّ للإمام الحسين (عليه السلام) أن يُدخِل في المعركة دمه وأولاده وأطفاله ونساءه وحريمه وكلَّ الاعتبارات العاطفيّة وكلَّ الاعتبارات التاريخيّة، حتّى الآثار التي كانت قد تبقّت من عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتّى العمامة، حتّى السيف.. لبس عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، تقلّد سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1)، أدخل كلّ هذه المثيرات التاريخيّة والعاطفيّة إلى المعركة؛ وذلك لكي يسدّ على أخلاقيّة الهزيمة كلَّ منفذ وكلَّ طريق إلى التعبير عن هزيمتها، وعن نوع من أنواع الاحتجاج على هذا العمل؛



(1) «فاُنشدكم الله! هل تعلمون أنّ هذا سيف رسول الله وأنا متقلّده؟ قالوا اللّهمّ نعم. قال: فاُنشدكم الله! هل تعلمون أنّ هذه عمامة رسول الله أنا لابسها؟ قالوا: اللّهمّ نعم». الأمالي (الصدوق): 159 ـ بحسب الطبعة الرابعة لمنشورات المكتبة الإسلاميّة ـ المجلس 30، الحديث 1.