المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

149

مواطنون في دولة هو رئيسها، ومن المفروض أن لا يبدأهم بقتال ما لميخرجوا عن الخطّ، يحاربوا الوضع الشرعي الحاكم في تلك الدولة، فكان شعار «أن لا يبدأ أحداً من المواطنين بقتال» مفهوماً وواضحاً.

أمّا على مستوى حركة الحسين (عليه السلام) ـ الذي خرج ثائراً على دولة قائمة وسلطان قائم ـ فليس من المنطقي أن يقال: إنّ شخصاً يثور على سلطان قائم لا يبدأ هذا السلطانَ القائمَ بقتال، ولكنّ هذا الشعار قد طرحه (عليه أفضل الصلاة والسلام) لكي يكون أيضاً منسجماً مع أخلاقيّة الهزيمة التي عاشتها الاُمّة الإسلاميّة، لكي يسبغ على عمله طابع المشروعيّة على مستوى هذه الأخلاقيّة:

أ ـ حينما التقى (عليه أفضل الصلاة والسلام) مع طليعة جيش عبيد الله بن زياد بقيادة الحُرّ ـ وكانت الطليعة عبارة عن ألف جندي(1) ـ اقترح عليه زهير بن القين ـ على ما أظنّ(2) ـ أن يبدأهم



(1) الأخبار الطوال: 249 بحسب طبعة منشورات الشريف الرضي بقم.

(2) وهو كذلك.