المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

142

من هذه الهوام لأخرجوني وقتلوني، إنّ بني اُميّة يتعقّبوني أينما كنت، فأنا ميّت على أيّ حال، سواءٌ بقيت في مكّة أو خرجت من مكّة، ومن الأفضل أن لا اُقتل في مكّة؛ لكي لا تنتهك بذلك حرمة هذا الحرم الشريف»(1)، فتراه طرح هذا الشعار.

وهذا الشعار ـ بالرغم من واقعيّته ـ منسجمٌ مع أخلاقيّة الاُمّة المعاشة أيضاً؛ فأخلاقيّة الهزيمة التي تعيشها الاُمّة الإسلاميّة لا تجد منطقاً تنفذ منه للتعبير عن نقد مثل هذا التحرّك من الإمام الحسين (عليه السلام)؛ فهو (عليه السلام) يقول: «أنا مقتول على كلّ حال»، والظواهر كلّها تشهد بذلك: الدلائل والأمارات والملابسات تشهد بأنّ بني اُميّة



(1) قال (عليه السلام): «والله لأن اُقتل خارجاً منها بشبر أحبّ إليَّ من أن اُقتل داخلاً منها بشبر، وأيمُ الله لو كنت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقضوا فيّ حاجتهم، ووالله ليعتدنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت». ويؤكّده قوله (عليه السلام) للفرزدق: «لو لم أعجل لاُخذت»، وقوله (عليه السلام): «والله! لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي». تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:385، 386، 394 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت. وراجع: الفتوح 5:67 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت، والكامل في التاريخ 4:38 بحسب طبعة دار صادر ببيروت.