المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

119

فجاء عمرو بن الحجّاج ـ الذي تكلّمنا عنه ـ وجاء معه أربعة آلاف إنسان من عشيرته لكي يتفقّدوا أحوال هانئ بن عروة، جاؤوا، ووقفوا بباب القصر يطالبون بحياة هانئ بن عروة.

عبيد الله بن زياد يبعث على من؟ يبعث على شريح القاضي، باعتباره قاضياً لابدّ وأن تتوفّر فيه الشرائط المطلوبة في مثل هذا المنصب، فهو يعتبر شاهداً ثقة إذا استعمل شهادته.

بعث على شريح القاضي، قال له: «تعال ادخل إلى الغرفة ـ الغرفة التي سُجن فيها هانئ ـ اُنظر إليه حيّاً، واشهد أمام هؤلاء بأنّه حيّ».

دخل شريح القاضي إلى الغرفة، ورأى أنّ هانئاً حيّ يقول شريح القاضي: «بمجرّد أنْ دخلت إلى الغرفة ورأيت هانئ بن عروة صاح في وجهي، قال: أين ذهب المسلمون؟! أين ذهب المسلمون؟! لو أنّ عشرةً يهجمون على القصر الآن لأنقوذني»(1)؛ لأنّ القصر ليس فيه شرطة، ليس فيه جيش.

لو أنّ عشرةً يهجمون على القصر اليوم، يعني: لو أنّ عشرة كانوا مستعدّين لأن يموتوا في سبيل الله، عشرة فقط، لو كانوا مستعدّين لأن يموتوا في سبيل الله، لتغيّر وجه الكوفة يومئذ؛ لأنّ القصر ليست فيه شرطة.



(1) «يا شريح!.. إن دخل عليَّ عشرة نفر أنقذوني». تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:368 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.