المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

116

هذه الاستجابات من هذا الطرف وذاك البرود وتلك السلبيّة من ذلك الطرف هو أكبر دليل على هذا المرض.

المشهد السابع: محنة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة:

والدليل الذي هو أكبر من هذا هو محنة مسلم وهانئ. محنة مسلم وهانئ التي يقلّ نظيرها في التاريخ، هذه المحنة تصوّر هذا المرض ـ وهو في قمّته، وهو في شدّته ـ بأفظع تصوير.

قد يذهب وهمُ الإنسان إلى أنّ مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) كيف استطاع ـ أو كيف اتّفق له ـ أن يفرّط بكلّ هذه القوى الضخمة التي كانت بين يديه؟! كيف فرّط بهذه القوى الشعبيّة التي بين يديه؟! بين عشيّة وضحاها بقي وحيداً فريداً يتسكّع في الطرقات؟! كيف فرّط بمثل هذه القوى؟! كيف لم يستثمر هذه القوى في معركته مع عبيد الله بن زياد؟!