هذا الرسول الأمين يغتنمها فرصة، ويصعد على المنبر في هذه اللحظةالحاسمة، في آخر لحظة من حياته.. في هذا الإطار العظيم من البطولةوالشجاعة والتضحية، أمام عبيد الله بن زياد وأمام شرطته وجيشه، يوجّه خطابه إلى أهل الكوفة ويقول: «أنا رسول الحسين إليكم، إنّ الحسين على الأبواب»، يؤدّي هذه الرسالة بكلّ بطولة وبكلّ شجاعة، فيأمر عبيد الله بن زياد به فيقتل.
وماذا يكون الصدى لمثل هذه الدفعة المثيرة القويّة؟!
هؤلاء الذين كتبوا إلى الإمام الحسين (عليه السلام) يطلبونه، الآن رسول الإمام الحسين (عليه السلام) على المنبر بهذا الشكل غير الاعتيادي، رسول الإمام الحسين (عليه السلام) على المنبر والسيف فوق رقبته، وهو يودّع الحياة في آخر لحظة من اللحظات، وهو يبلّغهم الرسالة بكلّ أمانة وشجاعة، ويضحّي في سبيل تبليغها بدمه، بروحه، فماذا يكون أثر ذلك؟
يكون أثر ذلك أنّه حينما يأمر عبيد الله بن زياد به أن يُقتل فيُقتل، يأتي شخصٌ من أهل الكوفة(1) فيقطع رأسه، فيقال له: لماذا قطعت رأسه؟ يقول: لكي اُريحه بذلك(2).
(1) هو: عبدالملك بن عمير اللخمي.
(2) وردت هذه الزيادة في: أنساب الأشراف 3:169 بحسب الطبعة الاُولى لدار التعارف للمطبوعات ببيروت، والإرشاد في معرفة حجج الله على العباد 2:71 بحسب طبعة دار المفيد ببيروت.