المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

104

هذه النصائح كانت تعبّر عن نوع من الانهيار النفسي الكامل الذي شمل زعماء المسلمين وسادة المسلمين، فضلاً عن الجماهير التي كانت تعيش هذا الانهيار مضاعفاً في أخلاقها وسلوكها وأطماعها ورغباتها.

هذه السلبيّة والبرود المطلق الذي كان يواجهه الإمام الحسين (عليه السلام)، أو تواجهه حركة الإمام الحسين، بالرغم من قوّة المثيرات، هذا البرود المطلق ـ في لحظات ترقّب العطاء الحقيقي، هذا البرود ـ كان يعبّر عن ذلك الانهيار النفسي على مختلف المستويات.

المشهد الثاني: موقف عبيدالله بن الحرّ الجعفي:

عبيدالله بن الحرّ الجعفي يقصده الحسين (عليه السلام) بنفسه، يقصده إلى خيمته، يتوسّل به على أن يرتبط بهذا الخطّ، يتّصل بهذا الخطّ، وهو أعرف الناس بصحّة هذا الخطّ وصواب هذا الخطّ، فيعزّ عليه أن يقدّم قطرةً من دمه، يعزّ أن يقدّم شيئاً سوى الفرس(1)، ولم يستطع أن يذوق طعم التضحية إلّا على مستوى تقديم فرس واحدة.



(1) تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:407 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.