ومن قِبَل أخيه محمّد بن الحنفيّة(1)، ومن قِبَل غيرهم من سادة الرأيفي المجتمع الإسلامي.
حتّى إنّ عبدالله بن جعفر، الذي هو ابن عمّه، وابن أخي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، بالرغم من وشائج النسب الوثيق، بالرغم من ارتباطه النَسَبي بالخطّ كان منهاراً نفسيّاً، إلى الدرجة التي أرسل فيها رسالة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) حينما سمع بعزمه على سرعة الخروج من مكّة: «أنْ انتظر حتّى ألحق بك»، وماذا كان يريد من هذا الانتظار؟
والإمام الحسين (عليه السلام) لم ينتظره. حينما وصل عبدالله بن جعفر إلى مكّة كان الإمام الشهيد (عليه السلام) قد خرج من مكّة، فذهب عبدالله بن جعفر رأساً إلى والي بني اُميّة في مكّة، وأخذ منه كتاب الأمان للإمام الحسين (عليه السلام)، وذهب بالكتاب إلى الحسين (عليه السلام)، وهو يرى أنّه قد استطاع بهذا أن يقضي على كلّ مبرّرات خروج الإمام الحسين، لماذا يخرج الحسين (عليه السلام) من مكّة؟ لأنّه خائف في مكّة، وقد جاء الأمان له من سلاطين بني اُميّة(2).
(1) المصدر السابق: 341.
(2) المصدر السابق: 387 ـ 389.