بعقلاء المسلمين ـ الذين يؤثرون التعقّل على التهوّر.. كيف أنّ هؤلاءالعقلاء أجمعت كلمتهم على أنّ هذا التصرّف من الإمام الحسين (عليه السلام) ليس تصرّفاً طبيعيّاً؛ كانوا يخوّفونه بالموت، كانوا يقولون له: «كيف تثور على بني اُميّة وبنو اُميّة بيدهم السلطان، بيدهم الرجال والمال، بيدهم كلّ وسائل الإغراء والترغيب والترهيب؟!».
كانوا يحدّثونه عن النتائج التي وصل إليها الإمام عليّ (عليه السلام) في صراعه مع بني اُميّة، والتي وصل إليها الإمام الحسن (عليه السلام) في صراعه مع بني اُميّة. كانوا يمنّونه السلامة، كانوا لا يتصوّرون أنّ التضحية يمكن أن تكون بديلاً لحياة بالإمكان الاحتفاظ بأنفاسها مهما كانت هذه الأنفاس، ومهما كانت ملابسات هذه الأنفاس.
هذه النصائح لم يتلقَّها الإمام الحسين (عليه السلام) من رعاع أو من عوام، وإنّما تلقّاها من سادة المسلمين، من الأشخاص الذين كان بيدهم الحلّ والعقد في المجتمع الإسلامي، تلقّاها من أشخاص من قبيل: عبدالله بن عبّاس(1)، وعبدالله بن عمر بن الخطّاب(2)، وعبدالله بن جعفر الطيّار(3)،
(1) الفتوح 5:66 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.
(2) المصدر السابق: 23.
(3) تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:387 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.