المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

631

 

دلالة العقل على حجّيّة الخبر

الرابع: العقل. ونحن نقتصر من وجوه تقريره التي ذكرت في المقام على بيان وجه واحد، وهو: أنّنا نعلم إجمالاً بصدور كثير من الأخبار التي بأيدينا، فنعلم إجمالاً بثبوت جملة من التكاليف التي كلّفنا بها في ضمن هذه الأخبار، فيتنجّز بحكم العقل بسبب هذا العلم الإجماليّ تمام الأطراف، فيجب الأخذ بتمام هذه الأخبار(1). وهذا وإن لم يكن عبارة عن الحجّيّة الشرعيّة، وإنّما هو أخذ بالاحتياط، لكنّه متّحد نتيجة مع فرض الحجّيّة.

والكلام في تمحيص هذا الوجه يقع في مقامين:

الأوّل: أنّ هذا التقريب هل يختصّ بخصوص الأخبار التي أراد هذا المستدلّ إثبات حجّيّتها، أو يأتي في كلّ أمارة ظنّيّة: من الشهرة وغيرها ؟

والثاني: أنّ مفاد هذا الوجه لو اختصّ بالأخبار هل يتّحد نتيجة مع الحجّيّة، أو يختلف عنها نتيجة كما يختلف عنها مفهوماً.

 

الدليل العقليّ في كلّ أمارة ظنّيّة:

أمّا المقام الأوّل: فقد ذكر الشيخ الأنصاريّ(رحمه الله) في مقام النقض على المستدلّ بهذا الوجه: أنّه إن تمّ هذا لزم الأخذ بمطلق الأمارات الظنّيّة لا خصوص الأخبار


(1) أفاد اُستاذنا الشهيد(رحمه الله): أنّه لو تمّ هذا التقريب بناءً على ما اُفيد في المقام: من انحلال العلوم الثلاثة المتداخلة التي تصوّروها في المقام بعضها ببعض، واستقرار الأمر على أضيق العلوم، وهو العلم في دائرة الأخبار، فبالإمكان أن يقال: إنّ أضيق الدوائر هي دائرة الأخبار التي أثبتنا حجّيّتها بالأدلّة السابقة، أي: دائرة أخبار الثقات.