المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

388

جعفر(عليه السلام)ووجدت أصحاب أبي عبدالله(عليه السلام) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا(عليه السلام)، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبدالله(عليه السلام)، وقال لي: إنّ أبا الخطّاب كذب على أبي عبدالله(عليه السلام)، لعن الله أبا الخطّاب، وكذلك أصحاب أبي الخطّاب يدسّون هذه الأحاديث إلى يومنا في كتب أصحاب أبي عبدالله(عليه السلام)، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن، فإنّا إذا تحدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة، إنّا عن الله وعن رسوله نتحدّث، ولا نقول: قال فلان، وقال فلان، فيناقض كلامنا: إنّ كلام أوّلنا مثل كلام آخرنا، وكلام أوّلنا مصدّق لكلام آخرنا، وإذا أتاكم من يحدّثكم بخلاف ذلك، فردّوه عليه وقولوا أنت أعلم وما جئت به، فإنّ مع كلّ قول منّا حقيقة وعليه نور، فما لا حقيقة له ولا نور عليه فذلك قول الشيطان»(1).

 


(1) في سند الحديث محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس، ومحمّد بن عيسى بن عبيد قد وثّقه النجاشيّ، والكشّي، والفضل بن شاذان. إلّا أنّه ضعّفه الشيخ حيث قال في الفهرست: «ضعيف استثناه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة، وقال: لا أروي ما يختصّ برواياته، وقيل: إنّه كان يذهب مذهب الغلاة ...»، وفي رجاله ضعّفه مرّتين، وفي الاستبصار ـ ج 3 في ذيل الحديث 568 ـ قال: «إنّ هذا الخبر مرسل منقطع، وطريقه محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس، وهو ضعيف، وقد استثناه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه(رحمه الله)من جملة الرجال الذين روى عنهم صاحب نوادر الحكمة (يعني محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران). وقال: ما يختصّ بروايته لا أرويه، ومَن هذه صورته في الضعف لا يعترض بحديثه».

وقال النجاشيّ في ترجمة محمّد بن عيسى بن عبيد: «جليل في أصحابنا، ثقة، عين، كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر(عليه السلام) مكاتبة ومشافهة. ذكر أبو جعفر