المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

229

التأويل، وأثبت أنّ التأويل فيها جاء بمعنى ما يؤوْل إليه.

 


معنيين آخرين من كلمة التأويل في المقام، لينحصر المقصود في إرادة معنى الأوْل والرجوع. أمّا المعنيان الآخران فأحدهما التأويل بمعنى التفسير، والثاني التأويل بمعنى صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح. ويقول بالنسبة للمعنى الأوّل بأنّه ليس مقصوداً في المقام، وليس فهم المتشابه من القرآن محصوراً بالله تعالى مثلاً؛ لأنّ القرآن نزل نوراً وهدىً وشفاءً للبشريّة، واُمرنا بتدبّره وتعقّله، ويذكر لذلك بعض الشواهد. ويقول بالنسبة للمعنى الثاني: إنّه لا يمكن صرف اللفظ في الآية الكريمة إليه؛ لأنّ هذا المعنى لم يكن بعد قد عرف في عهد الصحابة، بل ولا التابعين، بل ولا الأئمّة الأربعة، ولا كان التكلّم بهذا الاصطلاح معروفاً في القرون الثلاثة، بل ولا علمت أحداً منهم خصّ لفظ التأويل بهذا. راجع تفسير المنار، ج 3، ص 172 ـ 196.

فائدة: من الطريف جواب جدليّ على استدلال الأخباريّين بالآية المباركة نقل عن الدورة الأخيرة لاُستاذنا الشهيد(رحمه الله)، وهو: أنّه بناءً على ما التزموا به من قطعيّة الكتب الأربعة، ومن فتح باب التمسّك بالروايات في تأويل القرآن مهما كانت غريبة ومهما كان السند ضعيفاً يقال لهم: قد روي في الكافي عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله(عليه السلام): «في قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَاب﴾ قال: أمير المؤمنين والأئمّة(عليهم السلام) ﴿وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ قال: فلان وفلان وفلان، ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ﴾ أصحابهم وأهل ولايتهم، ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّاَ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم﴾ أمير المؤمنين والأئمّة(عليهم السلام)»(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير البرهان، ج 1، ص 270. والكافي، ج 1، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 14، ص 414 و415 بحسب الطبعة الجديدة، إلّا أنّه جاء في الطبعة الجديدة: (فلان وفلان)، ولعلّ كلمة (فلان) الثالثة ساقطة عن الطبعة.