المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

140

باب الاحتمال الضعيف للفوت عمل بالاحتياط، وإذا كان بمستوى لا يحرّكه إلى أكثر من العمل بالظاهر، ولا يجذبه نحو مراعاة احتمال خلاف الظاهر عمل بالظاهر بلاحاجة إلى جعل حجّيّة له. وإنّما هذا الجعل لغو وفضول من الكلام(1).

الثاني: إنّ كلّ عاقل من العقلاء لو سألته عن حال عبد طبّق تمام أعماله على طبق ظواهر كلام مولاه لأجاب بأنّه نِعْم العبد، وأنّه مخلص لمولاه، وليس مقصّراً بشأن مولاه.

وهذا الوجه إن قصد به أنّ كلّ عاقل يمدح هذا العبد ويحكم بعدم تقصيره بغضّ النظر عن أنّه هل جعل مولاه حجّيّة للظهور في حقّه أو لا، فهذا في الحقيقة يرجع:

إمّا إلى حكم العقلاء بالحجّيّة الذاتيّة للظهور. وهذا خلاف فرضهم، فالمدّعى لهم قيام السيرة العقلائيّة على الحجّيّة التعبّديّة للظهور، ولهذا يبحثون عن أنّ العقلاء هل جعلوا للظهور الطريقيّة، أو التنزيل، أو غير ذلك.

أو إلى أنّ كلّ عاقل بنفسه يجعل ظهور كلام أيّ مولى من الموالي حجّة على عبده، فيمدح ذاك العبد بعمله بظاهر كلام مولاه ويثني عليه. وهذا كما ترى فضول من الكلام، فإنّ جعل الحجّيّة على العبد وعدمه إنّما هو من وظيفة مولى ذاك العبد، فإن شاء جعله حجّة له، وإن لم يشأ لم يجعله حجّة له، ولا أثر لجعل شخص آخر ظاهر كلام مولى حجّة على عبده، وهو لغو صرف.

وإن قصد به أنّ كلّ عاقل من العقلاء لو تقمّص قميص المولويّة لجعل ظاهر


(1) نعم، يمكن تتميم هذا الوجه بإضافة نكتة سيأتي بيانها من قِبَل اُستاذنا الشهيد(رحمه الله) بعد شرح كيفيّة إثبات إمضاء الشارع للسيرة العقلائيّة في المقام.