المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

89


صاحبه في السجن، واُمور اُخرى شاهدها من فعله وقوله في السجن. وقد ذكر متن الرؤيا من غير أن يصرّح أنّه رؤيا، فقال: ﴿أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَات سِمان يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاَت خُضْر وَأُخَرَ يَابِسَات﴾لأنّ قوله: ﴿أَفْتِنَا﴾وهو سؤال الحكم الذي يؤدّي إليه نظره، وكون المعهود فيما بينه وبين يوسف تأويل الرؤيا، وكذا ذيل الكلام يدلّ على ذلك ويكشف عنه. وقوله: ﴿لعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ﴾لعلّ الأوّل تعليل لقوله: ﴿أَفْتِنَا﴾، ولعلّ الثاني تعليل لقوله: ﴿أَرْجِعُ﴾، والمراد: أفتنا في أمر هذه الرؤيا، ففي إفتائك رجاء أن أرجع إلى الناس وأُخبرهم به، وفي رجوعي إليهم رجاء أن يعلموا به، فيخرجوا من الحيرة والجهالة.

﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبَاً...﴾الدأب: إدامة السير، والدأب: العادة المستمرّة دائماً على حالة. وعليه فالمعنى: تزرعون سبع سنين زراعة متوالية مستمرّة. ومعنى الآية: ازرعوا سبع سنين متواليات، فما حصدتم فذروه في سنبله لئلاّيهلك، واحفظوه كذلك إلاّ قليلا، وهو ما تأكلون في هذه السنين.

﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ...﴾ الشداد: جمع شديد من الشدّة بمعنى الصعوبة لما في سني الجدب والمجاعة من الصعوبة والحرج على الناس، أو هو من شدّ عليه: إذا كرّ، و هذا أنسب لما بعده من توصيفها بقوله: ﴿يَأْكُلْنَ مَا