بيانات

بيان (47) بيان بمناسبة الأحداث الدامية الأخيرة في الكاظمية و بغداد


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عزّ من قائل : ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَاب مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ﴾.

صدق الله العليّ العظيم

السلام على أبنائنا الكرام و رحمة الله و بركاته وبعد:

نعزي إمامنا المهدي المنتظر «عجل الله فرجه» بما يجري على شيعته من مصائب ومحن ورزايا دونها محن الآخرين ومصائبهم، والذي يميّز مصائبنا أنّ العالم يسمع ويرى من : حرق الناس في الكاظمية وذبحهم آخرين في الشعلة، والتمثيل بجثث آخرين بعد قتلهم في التاجي ولا يحرّك ساكناً، والذي يزيد في مرارة مآسينا أنّ اخواننا العرب تنهمر دموعهم لضحايا السونامي، وتنفجر قلوبهم لضحايا إعصار كاترينا، ولاتحملهم غيرتهم لذرف دمعة حبّ علينا أو إطلاق حسرة لما يرتكب من جرائم بحقّنا، ولا نقول إلّا ﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَافِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

أبناءنا الأبرار، إنّ عدوّكم الغادر قد أعلنها حرباً شاملةً عليكم، وهو يعلن أنّ ذنبكم الوحيد هو انتماؤكم إلى أهل البيت (عليهم السلام) ، وجرءتكم على المطالبة بحقوقكم، فالمطلوب منكم الثبات، والردُّ عليه بمزيد من التلاحم والتآخي فيما بينكم ، والإصرار على تحصيل حقوقكم المهدورة، والإصرار على الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ، فإنّهم العروة الوثقى التي لا انفصام لها، والسفينة التي لايغرق من ركبها، وهم الوسيلة إلى الله، والشفعاء المرتضون عنده، فلا يقلّل ولوغ البعثيين والنواصب في دمائنا من عزمكم على إظهاركم لولائكم المطلق لأولياء الله العظام وخلفائه الكرام محمّد وآله الأطهار عليه وعليهم الصلاة والسلام.

كنّا نحسب أنّ النتيجة المنطقيّة لجريمة جسر الأئمّة بحقّ زوّار الإمام الكاظم (عليه السلام) هي أنّ الجهات المسؤولة سوف تشدّد من الإجراءات الأمنيّة، وتتبع الإرهابيين، وتقلعهم من جذورهم لا أن تدع المجال مفتوحاً أمامهم يعبثون بأمن الأرض والإنسان، ويعتدون على الحرمات، ويُريقُون الدم الحرام، نحن على علم بأنّ من ورآء هؤلاء القتلة المحتلّين بقيادة الامريكان، وهم الداعمون لهم.

إنّ ما يجري يقطّع القلوب، ويقرح الجفون إلّا أنّ المسؤوليّة الشرعيّة والقانونيّة بعد ما ثبت عجز الجهات الأمنيّة عن القيام بها توجب على القادرين من أبنائنا أن يتولّوا ذلك بأنفسهم ومن دون تأخير، ليقطع الله بذلك دابر الذين ظلموا، وعلى الحكومة دعم ذلك وتوفير متطلباته.

نعزّي عوائل الشهداء، وندعو لهم بالصبر والأجر، وللمصابين بالشفاء والعافية «ولاحول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ».

9 / شعبان / 1426 هـ. ق

كـاظم الحسـيني الحـائري