بيانات

بيان (99) بيان سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسينيّ الحائريّ (دام ظلّه الوارف) حول الإعلان عما سمّي بصفقة القرن


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عزّ اسمه: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾. الإسراء:64.

يا أبناءنا الأعزّة في عالمنا الإسلاميّ.. في الوقت الذي نستنكر فيه وندين بشدّة ما أعلنه الشيطان الأمريكيّ (ترامب) بعنوان صفقة القرن، لا نرى فيها إلا صفقة للاستسلام، وخطة للإملاءات الصهيونيّة التي تريد تصفية القضيّة المصيريّة، وحسم الصراع لصالح المحتلّ، وحفظ أمنه ودوام دويلته اللاشرعيّة.

فيا اُمّتنا الإسلاميّة.. ويا أهلنا الصابرين في أرضنا المحتلّة المغتصبة.. لم يكن (ترامب) بكلّ مكائده وخططه إلا شيطاناً ماكراً مزج السياسة بالتجارة، يطلب الدنيا برضى الصهاينة الأذلاء، وليس ما وعد به إلا غروراً.. ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾. النساء: 120.

والطامة الكبرى في مشاركة سفراء بعض مشايخ الخليج الأصاغر في مجلس الإعلان عن صفقة الاستسلام، فإنّها مشاركة للشيطان في مكائده، وكشفاً للقناع الذي أخفوا خيانتهم تحته أمداً طويلاً، فما أحقرها من خيانة للاُمّة في أعظم قضاياها المصيريّة.

إنّنا نرى في هذه الصفقة إهانة للقدس الشريف، وإذلالاً لشعبنا في فلسطين، وهدراً لحقّ العودة لأبنائه، ونزعاً لسلاحه المقاوم، وتوسعة للأرض المغتصبة، وهيمنة للصهاينة على كرامته، إذ لم تبقِ له إلا التفاوض على الجزء اليسير المتبقّي من أرض فلسطين بعد جعل معظمها تحت الهيمنة الإسرائيليّة.

وليعلم شياطين السياسة وجندهم من الخونة: أنّ في اُمّتنا الواعية والمضحّية، وفي فصائلها المقاومة الشريفة السدّ المنيع، والحصن الحصين تجاه كلّ المخطّطات الاستكباريّة والإملاءات الصهيونيّة، والعقبة الكأداء أمام أشكال الدعم الإعلاميّ والسياسيّ الذي يتلقّاه العدو من خونة الاُمّة في بعض مشايخ الخليج... فإنّ أبطال المقاومة الذين أذاقوا الصهاينة الهزيمة في المواجهات السابقة هم اليوم أجود خبرة، وأقوى عُدّة، وأكثر عدداً، وأشوق للقاء العدوّ من أمسهم الذي أذاقوه فيه الهزيمة والهوان.. ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً﴾. آل عمران: 175 ـ 176.

ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم.

3 / جمادى الآخرة / 1441 ھ

كاظم الحسينيّ الحائريّ