بيانات

بيان (56) بيان بمناسبة الاعتداء الغاشم على حرم الإمامين العسكريّين (عليهما السلام)


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عزّ من قائل: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾(1). ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾(2).

ما أجهل القوم فإنّ النار لا            تطفئ نور اللّه جلّ وعلا

لقد امتدّت اليد الأثيمة مرّةً اُخرى لإطلاق النار الهدّامة، فهدمت البقيّة الباقية من حرم العسكريّين (عليهما السلام) ومأذنة الأذان في سامرّاء، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون.

إنّ الآيتين المباركتين تبشّران بشارة قطعيّة بأنّ نور اللّه لن ينطفئ بل إنّ اللّه تعالى يتمّ نوره ولو كره الكافرون المحتلّون، وغيرهم من الكفّار.

ونحن نعلم علم اليقين ببركة هاتين الآيتين المباركتين وغيرهما أنّ الغلبة للرُسل وللّه تعالى، وليست لأعداء الإسلام، ﴿كَتَبَ اللَّهُ لاََغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾(3).

و على ضوء الأحداث من ناحية والآيات المباركات من ناحية اُخرى نريد أن نؤكّد على أمرين:

أوّلاً: يا أبنائي وأعزّائي في العراق لا تيأسوا من الفَرَج، فإنّ اشتداد البلاء وبلوغه أقصاه علامة قرب الفَرَج ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾(4). ﴿وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾(5).

وثانياً: إنّ المسألة ليست مسألة تنازع الشيعة والسنّة على الحكم، والحقيقة أنّه قد برز الإسلام كلّه إلى الكفر كلّه، والدليل على ذلك أمران:

أحدهما: أنّ النزاع على الحكم يقع في ميادين الساحة بين المترافعين الساعيين لتسلّق الحكم، ولا يقع على مأذنة الإمامين (عليهما السلام).

وثانيهما: أنّ الحاكم في البلاد في الوقت الحاضر هم المحتلّون، وليست الشيعة ولا السنّة، ولعلّ أبرز ما فعلته السلطة العراقيّة الظاهريّة هو قتل صدّام اللعين، في حين أنّهم لم يكونوا قادرين على ذلك إلّا بإشارة الأمريكان الذين استثمروا عميلهم صدّام بقدر ما كان يمكنهم من الاستثمار، ثمّ أحسّوا بأنّه لا يستطيع أن يخدمهم بأكثر ممّا فعل من الإجرامات، و أنّ وجهه الأسود سوف يضرّهم من الآن فصاعداً بأكثر ممّا ينفعهم، فأشاروا إلى قتله.

وعليه، فالنتيجة القطعيّة لهذه الاُمور هي أنّ الذين هم من وراء قضيّة سامرّاء كما هم من وراء باقي الإجرامات هم المحتلّون لغرض افتعال النزاع الشيعىّ السنّىّ في العراق، كي يطول بقاؤهم في عراقنا الجريح، ويتمّ امتصاصهم للبقيّة الباقية من خيراته و بركاته.

أسأل اللّه تعالى أن يُرجع رماحهم إلى نحورهم، و أن يخرجهم من أرضنا المباركة خاسئين خاسرين.

والسلام عليكم من أب قريح العينين، جريح الفؤاد، ورحمة اللّه وبركاته.

27 / جمادى الاُولى / 1428 هـ ق

سيد كاظم الحسينيّ الحائريّ

________________________

1 ـ سورة 6 التوبة، الآية: 32.

2 ـ سورة 61 الصف، الآية: 8.

3 ـ سورة 58 المجادلة، الآية: 21.

4 ـ سورة 12 يوسف، الآية: 110.

5 ـ سورة 2 البقرة، الآية: 214.