بيانات

بيان بمناسبة ذكرى عاشوراء أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله وعلى جميع أنبيائه

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾(1)

(الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة)(2)

وقعة عاشوراء عملةٌ ذات وجهين:

إنّ مصيبة الحسين(عليه السلام) مصيبةٌ لم يأت مثلها في الإسلام من بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولن يأتي على زِنَتها إلى يوم القيامة; ولهذا ورد عن الرضا(عليه السلام) قوله: «إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء»(3).

وفي نفس الوقت إنّ هذه الواقعة أعزّت الإسلام وأخلدته إلى يوم القيامة، ونظرةٌ مختصرة إلى التأريخ تثبت ذلك بوضوح:

فبعد أن آل أمر خليفة المسلمين إلى أن يقول بصريح الكلمة: «لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحيٌ نزل». ياتُرى هل بقي أمل في بقاء شيء اسمه الإسلام؟!

في حين أنّ أبرز ثمرة عمليّة على أرض الإسلام بُعيد وقوع هذه المصيبة العظمى كانت هي تقويض عرش بني اُميّة الذين أنكروا على لسان خليفتهم الوحي والإسلام، وترى الإسلام خالداً بعد الحسين(عليه السلام) إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، وترى المسلمين في أيّام محرّم وصفر بل وفي تمام أيّام السنة يملؤون الدنيا بنشر مفاهيم الإسلام وأحكامه وأخلاقه وجميع تعاليمه ببركة مجالس العزاء للحسين(عليه السلام).

وهذا ماعلّمنا إمامنا الصادق(عليه السلام) فى حديثه لفضيل:

«يا فضيل، أتجلسون وتحدّثون ؟ قال: نعم جعلت فداك. قال عليه السلام: إنّ تلك المجالس اُحبّها فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيى أمرنا»(4).

يا أبنائي وإخواني في جميع أقطار العالم الإسلامي عليكم بتكثير وتوسيع مجالس الحسين(عليه السلام) في كلّ مكان، وليكن الهدف ضمن نشر عزاء الحسين(عليه السلام) نشر الإسلام وإبراز محاسنه وتعاليمه الوضّاءة; فإنّ أهل العالم لو تعرّفوا على التعاليم الوضّاءة للإسلام دخل الإسلام فى قلوبهم.

أعظم الله اُجورنا واُجوركم بمصابنا بالحسين(عليه السلام) وأصحابه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

8 / محرّم الحرام / 1428 هـ ق

كـاظم الحسـيني الحـائري

______________________

(1) س3 آل عمران الآية: 169.

(2) البحار ج 94 ص184.

(3) البحار ج 44 ص 284.

(4) البحار ج 44 ص 282، وج 74 ص 351.