الأخبار

زيارة مجموعة من طلبة مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) لممثل سماحة السيد الحائري (دام ظله) سماحة السيد الاشكوري حفظه الله.


بتاريخ ١٥/ربيع المولد/١٤٣٧هـ
استقبل ممثل سماحة السيد المرجع (دام ظله) سماحة السيد نور الدين الاشكوري (حفظه الله ورعاه) إدارة وطلبة مدرسة الشهيد السيد محمّد باقر الصدر(قدس سره) للعلوم الإسلاميّة في النجف الأشرف، حيث جاء الوفد معزّياً لسماحته (حفظه الله) بمناسبة وفاة شقيقته (رحمها الله)، وأفادوا بأنهم على عهدهم باقون على التمسك بالسير على خط السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) فبالامس كانوا كذلك تحت ظل مرجعية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره) واليوم هم كذلك تحت ظل مرجعيتهم الرشيدة المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني (دام ظله) وبرعاية أبوية من ممثله في العراق سماحة السيد الاشكوري (حفظه الله) طالبين منه أن يرفدهم بنصيحة تكون لهم رصيداً ينتفعون به في سيرهم.
وبعد أن أبدى سماحة السيد الاشكوري (حفظه الله) شكره واعتزازه للإخوة على ما أبدوه من عواطف ووعي لطيف ممّا تفضّل الله سبحانه وتعالى به عليهم من هداية لمعرفة طريق الحق في زمان كثرت فيه الفتن، تكلم سماحته وكما اعتاد أن يستثمر هكذا اجتماعات لبث الوعي والإرشاد بين المؤمنين وخصوصاً طلبة الحوزة وكان كلامه حفظه الله في محورين الاول يتعلق بمناسبة زيارتهم والثاني عام، ومضمون المحور الاول: أن فقدنا للاحبة بالموت مما لابد منه سنةً من الباري سبحانه وتعالى وهنا بيّن بأن هناك موتاً بعد حياة شقاءٍ والعياذ بالله وهناك موتاً بعد حياة سعادةٍ، فالأول يكون بعد مسيرةٍ في الحياة يكون فيها العبد تائهاً في ظلمات النفس الأمارة بالسوء متخبطاً في دينه وإيمانه ممكناً للشيطان من نفسه، أما الموت الذي بعد حياة سعادةٍ فهو عكس الأول تماماً وهو اُمنيتنا جميعاً، وهكذا خاتمة(الموت بعد حياة سعادة) لا تشترى من الاسواق بل لابد في تحصيلها من العبودية المحضة لله تعالى ومن خلال ترويض النفس الأمارة بالسوء وهذا ما أسأل الله تعالى لي ولكم، وهنا يكمن الشاهد في بداية الحديث عن ألم فقد الأحبة فنحن حينما نفقدهم بعد حياة سعادة الا يكون لنا ذلك سلوة على مفارقتهم، والحمد لله نحن شيعة أهل البيت عليهم السلام أقل ما نسلي به انفسنا عند فقدنا للاحبة قوله صلوات الله عليه وعلى آله: "الا من مات على حب آل محمد مات مغفوراً له"،   ومضمون الحديث الثاني: أنّ الهدف من مجيء الطلبة إلى الحوزة العلمية هو العبودية لله حق عبادته وإرشاد اُمّة رسول الله، والأخذ بيد شيعة أمير المؤمنين عليه السلام إلى ما فيه سعادتهم، وهذا الهدف كبير وجليل وعظيم، وهذا الهدف عام ولايختص بطلبة الحوزة، ولا يحصل إلا بعناء شديد ومواظبة، وبيّن حفظه الله بأن معرفة الطريق إلى الوظيفة الشرعية ليس بالأمر الهيّن مع هذه الفتن التي تعصف بعراقنا ومع هذه الاتجاهات التي كثرت وشملت العام والخاص وحتى الخاصة، وهنا لن يكون المرشد إلى طريق الحق- وهو اتجاه واحد- إلا القلب السليم والتضرع إلى الباري سبحانه وتعالى لأن ينجينا من هذه الفتن.
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وهم أعز الخلق عندك وأسألك أن لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً وكن لنا معيناً وهادياً ومرشداً وأن توفقنا لمعرفتك وتوفقنا لعبوديتك إنك نعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.