المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

585

ومن يعيش لعائلته تراه أكبر همّة وتعالياً ممّن يعيش لنفسه.

ومن يعيش لقومه تراه أكبر همّة وأُفقاً ممّن يعيش لعائلته.

ومن تراه يعيش للناس تراه أوسع أفقاً وذهنيّة ممّن يعيش لقوم.

ومن يعيش للاسلام والمبادئ والمعنويات تراه يطعن على الأهداف الماديّة التي هي معترك الناس في حياتهم التافهة.

ومن يعيش لله سبحانه وهو الوجود الذي لا يتناهى، تراه يترفّع عن كلّ ضيق يحويه عالم الإمكان.

ومن يعمل في سبيل اقامة دولة الإسلام في منطقة ما، أو في سبيل توسيع رقعة الدولة الإسلاميّة المباركة، ليس كمن يعيش لنفسه وعياله، ويترفّع عن كثير من المطالب الكدرة التي يتنازع فيها أهل الدنيا.

ومن يعيش لرضوان الله تعالى، ويعمل في سبيل الوصول إلى عالم الحضور، ينسى الدنيا وما فيها كدنيا، ويعمل في الدنيا كخليفة للربّ على وجه الأرض ويتعامل مع كلّ ما حوله بوصفه فانياً في الله، ومظهراً من مظاهره، وجلوةً من جلواته، ومؤشّراً إلى ذاته لا بوصفه دنيا.

وعن إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام): «قدر الرجل على قدر همّته...»(1) وكأنّه لأجل توجيه الناس نحو علوّ الهمّة وسعة الاُفق ورد في الروايات الاهتمام حتّى في الأُمور الدنيويّة والمصالح الشخصيّة بمعالي الاُمور وترك مباشرة الاُمور الجزئيّة:

فعن الصادق(عليه السلام): «...إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يحبّ معالي الأُمور، ويكره سفسافها...»(2) (سفالها خ ل)(3).


(1) نهج البلاغة: 662، رقم الحكمة: 47.

(2) فسِّر السفساف بالرديء من كلّ شيء، والأمر الحقير.

(3) معجم رجال، الحديث 14/125 ترجمة الكميت بن زياد، وكذلك وسائل الشيعة: 17/73، الباب 25 من مقدمات التجارة، الحديث 3.