المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

576

يبني بيتاً من دون تصوير مسبق له مع من يبني بيتاً بعد هندسة البيت في صورة يجعلها ماثلة بإزائه.

والخلاصة: أنّ نصح أمير المؤمنين(عليه السلام) في باب الحرب يمكن تسريته إلى جميع مقامات الهمم العالية حيث قال: «تزول الجبال ولا تزل! عضّ على ناجذك. أعرِ الله جمجمتك. تدفي الأرض قدمك. ارم ببصرك أقصى القوم، وغضّ بصرك، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه»(1).

وشاهدنا فعلا جملة: «ارم ببصرك أقصى القوم» أي: إنّه يجب التركيز على أقصى القوم المحارب، والاهتمام بإفنائهم عن آخرهم، والاقتراب إلى هذا الهدف شيئاً فشيئاً.

وقد تتفق الحاجة إلى جعل مثلين؛ مثل أعلى، ومثل أدنى واقع في طريقه إلى الأعلى، فإن وصل إلى الأدنى مثّل أمامه ما هو أعلى منه، إلى أن يصل إلى ذاك المثل الأعلى.

ولنلخّص نحن مثلنا الأعلى في كلمة مختصرة، وهي: تحصيل رضا الله تعالى.

وبالإمكان أن يختار أحد لنفسه بعض المُثل العليا من الكلمات القصار الواردة عن الأئمّة(عليهم السلام)، كقوله(عليه السلام): «... كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً ...»(2) فلتكن المثل الأعلى العبوديّة لله تعالى، وكقوله(عليه السلام): «المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذلّ شيء نفساً. يكره الرفعة، ويشنأ السمعة. طويل غمّه، بعيد همّه، كثير صمته، مشغول وقته. مشكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلته، سهل الخليقة، ليّن العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذلُّ من العبد»(3).


(1) نهج البلاغة: 37، رقم الخطبة: 11.

(2) بحار الأنوار 77/400، و 94/92 و 94.

(3) نهج البلاغة: 724، رقم الحكمة: 333.