المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

575

 

 

 

 

المحفّزات

 

والآن حان لنا أن نبحث بعض المحفّزات إلى الخير والتعالي في مقابل ما شرحناه من المثبّطات، وذلك كالتالي:

 

1 ـ المثل الأعلى مفهوماً: ( ارم ببصرك أقصى القوم )

ينبغي للإنسان أن يصوّر أمامه حدّاً أعلى من الكمال في شعبة من شعب الأخلاق أو في جميع الشعب، ويجعله مثلا أعلى ماثلا إزاء عينيه، محدداً لحدوده، مشخّصاً لتفاصيله بقدر معتدّ به، ثمّ يشرع في الاقتراب نحوه خطوة خطوة. فهذا المثل الأعلى يكون محفّزاً له نحو الخير؛ إذ من ناحية يكون نفس تصوّره للمثل الأعلى ومحاسنه مرغّباً له ومشجّعاً، ومن ناحية أُخرى يلتفت ـ دائماً ـ إلى مدى بُعد المرحلة التي وصل إليها عن مرحلة المثل الأعلى، فهذا يحركه نحو الاهتمام بالاقتراب. وإذا وصل إلى مرحلة ذاك المثل أو اقترب منه، قويت همّته، واشتدّت عزيمته، فكان بإمكانه فرض مثل آخر أعلى وأبعد مدىً عن المثل السابق، ومن ناحية ثالثة يكون هذا المثل الأعلى مصداقاً لمحفز آخر سوف يأتي الكلام عنه إن شاء الله من حمل همٍّ كبير، ومن ناحية رابعة قد يكون نفس ذاك المثل الأعلى منيراً لدرب السلوك وسبيل الوصول، ويوجب تخطيط الشخص لذاك المثل ولسبل الوصول إليه. فنسبة من يعمل من دون مثل مع من يعمل بعد تجسيد المثل نسبة من