المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

574

 

8 ـ الضياع:

وهذه الحالة ـ أيضاً ـ توجد غالباً في المسلمين المحرومين عن السيادة الإسلاميّة وحكومة الإسلام الحقيقيّة، والمنكوبين تحت وطأة الاستكبار الكافر، فهم يحسّون بالضياع على أساس أنّهم غرقوا في بحر الخسارات الناجمة من تسيطر الكفار والكفر عليهم، وعدم وضوح طريق النجاة عندهم، وعدم تحدّد المسؤوليّات بشكل واضح، وعدم وجود هدف محدّد وواضح لديهم. وهذا ـ أيضاً ـ ممّا يميت الهمم من ناحية، ويورث اليأس من ناحية أُخرى، ويوجب الخمول والركود، ويجعل الإنسان المسلم لا يفكّر في علاج مجتمعه، ولا في علاج نفسه، ومن ثَمَّ يمنع عن التربية الخلقيّة والنموّ الروحي.

 

9 ـ حالة الاستسلام للأمر الواقع:

وهذه الحالة تنشأ من رؤية الشخص نفسه أمام أمر واقع، ومن الكسل، ومن العوامل السابقة. وحالة الاستسلام للواقع من أشدّ المثبّطات، وأهمّ الموانع عن النموّ والترقّي المعنوي الفردي، والعمل في سبيل ترقية المجتمع.

ومن نعم الله ـ تعالى ـ على المسلمين كافّة في زماننا هذا، وجود حكومة إسلاميّة صالحة في بقعة من بقاع الأرض، وهي: إيران، لها سيادتها وأُبّهتها وعظمتها، فإنّ لها الفضل الكبير على المسلمين في أطراف العالم في كسر هذه المثبّطات الثلاث الأخيرة، فإنّه إلى حد كبير كسرت أُبّهة الغرب في نظر المسلمين، ووضعتهم على طريق العمل من دون ضياع، وسلبت منهم حالة الاستسلام، وخلقت في نفوسهم حالة الإقدام. والحمد لله على ما هدانا، والشكر له على ما أولانا.

هذا تمام كلامنا في عدّ بعض المثبّطات ـ لا على سبيل الحصر ـ عن التعالي الروحي، والنموّ المعنوي، بعد الأخذ بعين الاعتبار الصراع الموجود في نفس الإنسان بين شهواته الحيوانيّة من ناحية، وجذور الأخلاق الإنسانيّة من ناحية أُخرى.