المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

420

ويعني: حبّه لما يريده الله تعالى كما مضى عن الحسين(عليه السلام) قوله: «... رضى الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفّينا أُجور الصابرين».

والرضا على قسمين:

الأوّل: الرضا الذي يكون من ثمار الحبّ، فإنّ رضا المحبّ في رضا محبوبه، وإن كان رضا محبوبه في موت المحبّ لأحبّ الموت، أو في ابتلائه لأحبّ الابتلاء.

وقد ورد في الحديث: «إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، فإن رضي اصطفاه»(1).

وفي حديث طريف نقلاً عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: « سألت النبيّ(صلى الله عليه وآله) عن سُنّته فقال: المعرفة رأس مالي، والعقل أصل ديني، والحبّ أثاثي، والشوق مركبي، وذكر الله ـ عزّوجلّ ـ أنيسي، والثقة كنزي، والحزن رفيقي، والعمل سلاحي، والصبر ردائي، والرضا غنيمتي، والفقر فخري، والزهد حرفتي، واليقين قوّتي، والصدق شفيعي، والطاعة جنّتي، والجهاد خُلُقي، وقرّة عيني في الصلاة»(2).

والرضا الذي هو من ثمرات الحبّ لله هو أفضل قسمي الرضا.

والثاني: قسم آخر للرضا أقلّ مرتبة من ذاك، وهو: الرضا الذي يكون من ثمرات العلم بأنّ الله ـ تعالى ـ لا يقدّر لعبده إلاّ ما فيه خيره.

وفي الحديث عن الصادق(عليه السلام): «قال الله عزّوجلّ: عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلاّ جعلته خيراً له، فليرض بقضائي، وليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، أكتبه يا محمّد من الصديقين عندي»(3).


(1) المحجة البيضاء 8 / 88 .

(2) المصدر السابق: ص 101.

(3) اُصول الكافي 2 / 61، كتاب الإيمان والكفر، باب الرضا والقضاء، الحديث 6.