المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

411

إلى الله سبحانه، وإن كان لابدّ له من الدفاع عن نفسه ـ لو كان منتسباً إلى عدوّ له ـ بقدر انتسابها إلى العدوّ، بل ولابدّ له ـ أيضاً ـ من سلوك طريق العلاج في المصائب الإلهية بقدر ما يسّر الله له من العلاج. فهذا كلّه لا ينافي الصبر في مقابل المصيبة بمعنى حفظ التوازن وعدم الخروج على الله بالجزع والشكوى إلى غير الله. ومن الواضح: أنّ عدم الخروج على الله بذلك يعتبر رأس الإيمان. نعم، لا بأس بالشكوى إلى الله تعالى كما قال يعقوب(عليه السلام): ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾(1).

2 ـ ورد ـ أيضاً ـ بسند صحيح عن حمزة بن حمران، عن الباقر(عليه السلام) قال: «الجنّة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنّة. وجهنّم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذّتها وشهوتها دخل النار»(2).

وتفسير هذه الرواية واضح: فإنّ احتفاف الجنّة بالمكاره وجهنم باللذات هو الافتتان الوارد في قوله تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَيُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾(3).

ولو كان العكس هو الواقع، أي: أنّ الجنّة كانت محفوفة باللذات، وجهنّم محفوفة بالمكاره لأصبح الناس كلُّهم مؤمنين.

3 ـ عن أبي سيّار، عن الصادق(عليه السلام) قال: «إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه، والزكاة عن يساره، والبرّ مظلّ عليه ] وفي بعض النسخ مطلّ عليه [ويتنحّى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر


(1) السورة 12، يوسف، الآية: 86 .

(2) اُصول الكافي 2 / 89 ـ 90، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر، الحديث 7.

(3) السورة 29، العنكبوت، الآيات: 1 ـ 3.