المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

410

إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾(1).

وقال تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾(2).

وقال عزّ وعلا: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾(3).

وإليك بعض روايات الصبر:

1 ـ ورد في حديث صحيح السند عن فضيل بن يسار، عن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال: «الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان»(4).

ولعلَّ السرّ في افتراض الصبر رأساً للإيمان واضح:

فأوّلاً: الصبر على الطاعة وترك المعصية رأس الإيمان؛ لأنّ نفس الإنسان معجون خُلِقَ من شهوات وغرائز من ناحية، ومن العقل والحكمة من ناحية اُخرى، فليس هو كالحيوان الذي لا يمتلك إلاّ الشهوات، فلا يفترض بشأنه الصبر على مخالفتها أو تركها أو معاكستها، ولا هو كالملَك الذي لا يمتلك إلاّ العقل والمعرفة، فليست له شهوة يفترض صبره في مقابلتها.

فالصبر يعني: تغليب جيش العقل على جيش الشهوة اللذَين هم مصطفّان للقتال في نفس المؤمن، فمن الطبيعي أن يكون الصبر هو رأس الإيمان.

وثانياً: الصبر على المصيبة، يعني: حفظ الهدوء في مقابل المصيبة بقدر انتسابها


(1) السورة 2، البقرة، الآيات: 155 ـ 157.

(2) السورة 2، البقرة، الآية: 153.

(3) السورة 2، البقرة، الآية: 45.

(4) اُصول الكافي: 2 / 89، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر، الحديث 5.