المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

401

لحظة فلحظة.

ثانياً: إنّ المتوكّل حقّ التوكّل يكون صاحب نفس مطمئنّة، أي: لا يشوبه قلق أو اضطراب إذا خانته الأسباب، أو أبطأت عن الانتاج أو انحرم هو من الأسباب، أو أبطأ حصوله عليها «... وَلَعَلَّ الَّذي أَبطَأَ عَنّي هوَ خَيرٌ لي لِعِلمِكَ بِعاقِبَةِ الأُمور...»(1)، ولعلَّ هذا أحد معاني الاطمئنان في قوله تعالى: ﴿يَا أَ يَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾(2).

ثالثاً: إنّ المتوكّل على الله لا يتعاطى الأسباب المحرّمة؛ لأنّه إنّما يتعاطى الأسباب من باب أنّ الله أمرنا بتعاطيها، والله تعالى لم يأمرنا بتعاطي الأسباب المحرّمة، فتركها لا يؤدّي إلى الحرمان من حصول النتيجة أو إبطائها إلاّ إذا دخل في قوله: «... وَلَعَلَّ الَّذي أَبطَأَ عَنّي هوَ خَيرٌ لي...».

رابعاً: إنّ تعاطي الأسباب من قبل المتوكّل لا يكون على شكل الحرص واللهوث وتحميل النفس ما يزيد على طاقتها الاعتياديّة؛ لأنّ كلّ هذا غير مأمور به. وقد قلنا: إنّ المتوكّل إنّما يتعاطى الأسباب لأجل أنّ الشريعة أمرته بذلك.

 


(1) دعاء الافتتاح.

(2) السورة 89، الفجر، الآيات: 27 ـ 30.