المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

363

وما ذكرناه من أنّ الراجي إنّما هو من يعمل لما يرجوه واضح في رجاء الجنّة والمغفرة، وأوضح في رجاء رضا الربّ، وأوضح منهما في رجاء لقاء الرب بالمعنى الوارد في قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾(1) وفي مقابل المعنى الوارد في قوله تعالى: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذ لَّمَحْجُوبُونَ﴾(2).

وأختم الحديث بهذه الأبيات الطريفة:

وما في الخلق أشقى من محبٍّ
وإنْ وجدَ الهوى حلوَ المذاقِ
تراه باكياً في كلِّ حين
مخافةَ فرقة أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم
ويبكي إن دنوْا خوفَ الفراقِ(۳)

وأمّا ما ذكره من أنّ الرجاء يمنع من المفسدة التي قد تترتب على الخوف فهو صحيح، كما مضى منّا بيانه في فصل الخوف.

 


(1) السورة 75، القيامة، الآيتان: 22 ـ 23.

(2) السورة 83، المطففين، الآية: 15.

(3) شرح منازل السائرين للكاشاني: 59.