المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

35

الفضائل الثلاث ـ المترتب على تسالم القوى الأربع وانقهار الثلاث تحت الأُولى ـ حالة متشابهة هي كمال القوى الأربع وتمامها، وهي: العَدالة(1).

ولا يخفى أنَّه على هذين الوجهين لا يمكن عدُّ العَدالة فضيلة مستقلَّة تجاه الفضائل الثلاث الأُخرى إلاَّ بلقلقة اللسان، ولا تتحصَّل من وراء الحكمة والعفَّة والشَّجاعة من هذين البيانين فضيلة أُخرى اسمها العدالة. وبعد فرض اعتدال القوى الثلاث ونشوء الحكمة والعفَّة والشَّجاعة ما معنى فرض اعتدال آخر فيما بينها ؟!

( هذا. وهم يقصدون بالقوّة الغضبيّة مبدأ دفع غير الملائم وبقوّة الشهوة مبدأ جلب الملائم )(2).

ومنها: أنَّ النفس ذات قوى أربع، وهي ما مضت: من العاقلة، والعاملة، والشهويّة، والغضبيّة. ويحصل من تهذيب العاقلة العلم والحكمة، ومن تهذيب العاملة العَدالة، ومن تهذيب الغضبيّة الحلم والشَّجاعة، ومن تهذيب الشهويّة العفَّة والسخاء(3).

والنراقيُّ في جامع السعادات بالرغم من ذهابه إلى هذا الوجه يرى أنَّ العَدالة ليست فضيلة مستقلَّة في مقابل سائر الفضائل حيث يقول: إنَّ العَدالة عبارة عن انقياد العاملة للعاقلة في استعمال نفس العاقلة وقوَّتي الغضب والشهوة. فليست وراء فضائل العاقلة والغضب والشهوة ـ التي تحصل باستعمال العاملة لها ـ فضيلةٌ أُخرى(4).


(1) مأخوذ من جامع السعادات 1/70.

(2) مأخوذ من المصدر السابق: 69.

(3) المصدر السابق: 69.

(4) راجع المصدر السابق: 72.