المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

98

يعهد إليه بالإمامة فلا، وقد قال علماء الاُصول: إنّ المشتقَّ ليس حقيقة فيما انقضى عنه المبدأ، وإنّما هو حقيقة في المتلبّس بالمبدأ ومجاز فيما انقضى عنه المبدأ. وعليه فإنّ هذه الآية المباركة لا تدلّ على ضرورة عصمة الإمام وطهارته ونقائه منذ أوّل يوم.

والذين درسوا علم الاُصول يعلمون أنّ هناك أبحاثاً مفصّلةً وعميقةً بهذا الصدد، ونحن لا نريد أن ندخل في تلك الأبحاث المفصّلة، وإنّما نشرح المطلب ونبيِّنه بمستوى ما يمكن بيانه في مثل هذا المقام.

فيقال في الجواب: إنّ أيّ إنسان إذا ظلم ( عصى ) فإنّه في ساعة المعصية ظالم حتماً؛ لأنّ المشتقَّ حقيقة في المتلبّس، وعندئذ فإنّ الآية تشمله؛ إذ تقول: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، ومعناها: أنّ عهدي لا ينال هذا الرجل، وهذا تعبير مطلق، ويعني أنّه لا ينال عهد الله أبداً، وحتّى بعد أن يتوب هذا الرجل.

ويعترض على هذا الجواب بأنّ الحكم إذا ربط بوصف فإنّ الظاهر عرفاً من هذا الربط هو أن يتزامن الوصف والحكم دائماً، فإذا قال: قلّد المجتهد العادل ـ مثلاً ـ فقد ربط التقليد بالاجتهاد وبالعدالة، وهذا يعني وجوب تزامن العدالة والاجتهاد مع حكم التقليد دائماً، بمعنى أنّه إذا سقطت العدالة بسبب الفسق، أو سقط الاجتهاد بسبب النسيان أو كِبر السنّ، لم يجز تقليده عند ذلك؛ إذ لابدّ من التزامن بين الحكم والوصف الذي رُبط به الحكم، وكذلك الحال في قوله: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، فإنّ عدم نيل العهد لابدّ أن يتزامن مع