المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

96

بفضلة إزاره ( الكساء الخيبري ) فغشّاهم إيّاها، أي: أنّه(صلى الله عليه وآله) جعل كلاًّ من أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ضمن الكساء، ثُمّ أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثُمّ قال: اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذهِبْ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. كأنّما كان الهدف أن يتعيّن أهل البيت في هؤلاء. قالت اُمّ سلمة: فأدخلت رأسي في الستر فقلت: يا رسول الله وأنا معكم؟ فقال: إنّك على خير ( مرّتين )، كي يُعرف أنّ هذا المقطع لا علاقة له بنساء النبيّ حتّى النساء الصالحات من قبيل اُمّ سلمة رضوان الله عليها.

وهناك رواية اُخرى وردت من طريق السنّة أيضاً عن ابن عباس قال: شهدتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تسعة أشهر يأتي كلّ يوم باب عليّ بن أبي طالب عند كلّ صلاة فيقول: « السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾... »(1).

هذه الآية من آيتين قلنا بأنّهما واضحتا الدلالة على العصمة، وكانت خاصّة بأهل البيت سلام الله عليهم.

وأمّا الآية الثانية التي تُعطي المبدأ العامّ للعصمة لكلّ من نال مقام الإمامة، فهي قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي



(1) معالم المدرستين 1: 274 نقلاً عن الدرّ المنثور، وكذلك القرآن الكريم وروايات المدرستين 1: 223 نقلاً عن الدرّ المنثور.