المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

86

ندخل في جوابه الفلسفي الذي يقول: ما خلق الله المشمشة مشمشة، بل أوجدها، والله تعالى أوجد هذه النفس بما لها من صفات، ولم يخلق صفةً إضافيّةً ما إلى النفس، لتقودها إلى الخير أو الشرّ، ليُقال: إنّ هذا ظلم.

ولكن الذي نريد أن نقوله هو أنّه: على الرغم من أنّ أصل الفطرة التي فطر الله الناس عليها هي فطرة التوحيد، فإنّ بذور الضلال موجودة من أوّل الأمر في كلّ إنسان، وتكون الغلبة أحياناً لهذه وأحياناً لتلك.

ولمّا كان الله سبحانه هو الذي أوجد مناشئ الهداية والضلال في نفس الإنسان، فإنّه يصحّ إسناد الهداية والضلال إليه تعالى، وبالشكل الذي لا ينافي الاختيار والقدرة في النفس، فيصحّ أن نقول: إنّه تعالى يهدي ويُضلّ، وذلك باعتباره خالقاً لبذور الهداية والضلال في نفس الإنسان.

وعلى أساس نفس هذا المعنى نفهم ونفسِّر العصمة، فنقول بأنّها من الله تعالى بمعنى أنّه هو الذي خلق نفساً شفّافةً روحانيّةً طيّبةً إلى هذا المستوى من الطيب، بحيث لو جُوبِهَ صاحبها بكلّ مغريات العالم مجتمعة، فإنّه لن يتورّط أبداً في أيّ معصية.