المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

84

فقد قال تعالى: ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء﴾(1).

وقال تعالى: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلّا الْفَاسِقِينَ﴾(2).

وقال تعالى: ﴿اللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم﴾(3).

وقال تعالى: ﴿قُل لِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاط مُّسْتَقِيم﴾(4).

وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾(5).

وأمثال هذه الآيات كثير.

وهذا التعارض الظاهر بين هذين اللسانين لا يعني أنّ الله سبحانه قد ناقض نفسه في القرآن الكريم، فتارةً يقول: إنّكم تهتدون وتضلّون بمحض اختياركم، واُخرى يقول: أنا الذي أهدي وأنا الذي اُضلّ؛ إذ لا تناقض بين هاتين اللهجتين، ولا تنافي بين التعبيرين، وما علينا إلّا أن ندقّق في النصوص الإلهيّة الواردة في القرآن، ونراجع الأخبار الواردة عن المعصومين(عليهم السلام)؛ لكي نتعرّف على لهجتها ويتّضح معنى أنّ الله هو الذي يهدي وهو الذي يُضلّ.

فهناك نصوص صريحة في أنّ القدرة والاختيار بيد الإنسان،



(1) سورة القصص، الآية: 56.

(2) سورة البقرة، الآية: 26.

(3) سورة البقرة، الآية: 213.

(4) سورة البقرة، الآية: 142.

(5) سورة الرعد، الآية: 27.