المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

223

أمّا أساليبه العباديّة الاُخرى ذات التأثير التغييري الكبير، فنذكر هذه الحادثة على سبيل المثال والشاهد لها، وهي موقف الإمام وأخلاقه الخاصّة مع عبيده وإمائه. فقد ورد: «كان عليّ بن الحسين(عليهما السلام) إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبداً له ولا أمة. وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده أذنب فلان، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا ولم يعاقبه، فيجتمع عليهم الأدب (يعني استحقاق التأديب)، حتّى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله، ثمّ أظهر الكتاب، ثمّ قال: يا فلان، فعلت كذا وكذا ولم اُؤدّبك أتذكر ذلك؟ فيقول: بلى يا بن رسول الله. حتّى يأتي على آخرهم ويقرّرهم جمعياً. ثمّ يقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا عليّ بن الحسين، إنّ ربّك قد أحصى عليك كلّما عملت كما أحصيت علينا كلّ ما عملنا، ولديه كتاب ينطق عليك بالحقّ ﴿لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً﴾ ممّا أتيت ﴿إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾، وتجد كلّ ما عملت لديه حاضراً كما وجدنا كلّ ما عملنا لديك حاضراً، فاعفُ واصفح كما ترجو من المليك العفو وكما تحبّ أن يعفو عنك، فاعفُ عنّا تجده عفوّاً وبك رحيماً ولك غفوراً ﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾، كما لديك كتاب ينطق بالحقّ علينا لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً ممّا أتيناها إلَّا أحصاها، فاذكر يا عليّ بن الحسين ذلّ مقامك بين يدي ربّك الحَكَم العَدل الذي لا يظلم مثقال حبّة من خردل ويأتي بها يوم القيامة وكفى بالله حسيباً وشهيداً، فاعفُ واصفح يعفو عنك المليك ويصفح، فإنّه يقول: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾. وهو ينادي بذلك