المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

191

تستتبّ الاُمور للإمام عليّ(عليه السلام) يعدّ من الحكمة السياسيّة(1)، وإنّ استتباب الاُمور له هو الأهمّ فيما يكون عزل معاوية أمراً مهمّاً، والأهمّ متقدّم على المهمّ في حالة التزاحم. فلِمَ كان الأهمّ عند الإمام هو عزل معاوية، ولِمَ وحّد الإمام بين عزل معاوية وإقامة الدولة ولم يَر فيهما أمرين منفصل أحدهما عن الآخر لكي تأتي هنا «قاعدة التزاحم»؟

لقد أفاد اُستاذنا الشهيد(رحمه الله) في الجواب عن هذا التساؤلوكتفسير لفعل إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام) عدّة مبرّرات(2)، ومن جملتها ما يلي:

1 ـ لقد كان الإمام(عليه السلام) لدى تسلّمه منصب الخلافة يهدف ويخطّط لإيجاد وصنع قاعدة شعبيّة مبدئيّة له في العراق، وأنّ من ضروريّات هذا الهدف التمسّك بالمبادئ ورفض المساومات وأنصاف الحلول مع المنحرفين، لكي يكون قدوة في سلوكه، ولكي تشعر الاُمّة بالمائز العملي بين التطبيق الصحيح للإسلام والتطبيق المنحرف الذي لم ترَ الاُمّة في العراق سواه في طول عهدها مع الإسلام بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله).

2 ـ لقد جاء الإمام(عليه السلام) في أعقاب المشاعر الثوريّة التي تأ لّبت ضدّ عثمان بن عفّان والتي نتج عنها مقتله، والمسلمون وقتئذ كانوا



(1) قد ورد نقل هذا الكلام عن البعض في كتاب أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف: 6.

(2) راجع أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف: 8 ـ 31.