المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

178

هذه الاُمور،... كان ردّ الفعل لهذا مشاعر ضخمة جدّاً ضدّ عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)»(1).

هذه الاُمور وعوامل اُخرى شكّلت موانع كبيرة أمام الإمام عليّ(عليه السلام) في تصدّيه لقيادة التجربة الإسلاميّة، ومن ثَمَّ حالت دون تسلّمه زمام الاُمور والسلطة وإرجاع الاُمور إلى وضعها الطبيعي.

 

المنهج القيادي عند الإمام عليّ(عليه السلام):

لقد واجهت الإمام عليّ(عليه السلام) عقيب وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) معضلات ومشاكل غاية في الصعوبة والتعقيد، فالوضع السياسيّ والاجتماعي في تلك الفترة أخذ يتحرك باتجاه وكيفيّات متناقضة، وبعيدة عن روح الإسلام وقيمه وأخلاقيّاته، وكان الإمام(عليه السلام) يشاهد بوادر انحراف وتدهور واسعين في الدولة والمجتمع الإسلاميّ، والمشاكل تأخذ أبعاداً أكثر تعقيداً وصعوبة، وفي كلّ تلك الظروف كان منهج الإمام عليّ (عليه السلام) القيادي يسير بنسق واحد ومبدئيّة صارمة وأخلاقيّة مشهودة، من أجل هدف واحد هو إنقاذ المجتمع الإسلاميّ من صدمة الانحراف وتقويم التجربة، ونشر الهداية والاستقامة بعد أن ضرب الضلال والظلام أطنابه في المجتمع، وأنذر بنسف ما تبقّى من قيم صمدت أمام تيّار الانحراف والتآمر الذي يوشك أن يقضي على الإسلام نهائيّاً.

 


(1) المصدر السابق: 84 ـ 85.