المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

175

الفتيّة، واتساع آثار هذا الانحراف إلى الدرجة التي أودت بالتجربة نفسها، وامتداد الآثار السيّئة لهذا الانهيار إلى الاُمّة وتهديد كيانها بالتفتّت ـ قاموا بالعمل على خطّين، وهما على حدّ تعبير اُستاذنا الشهيد(قدس سره):

1 ـ خطّ تسلّم زمام التجربة، زمام الدولة، ومحو آثار الانحراف، وإرجاع القيادة إلى موضعها الطبيعي.

2 ـ خطّ تحصين الاُمّة ضدّ الانهيار، بعد سقوط التجربة وإعطائها من المقوّمات القدر الكافي؛ لكي تبقى وتقف على قدميها.

فكيف عمل الأئمّة(عليهم السلام) على هذين الخطّين ضمن المراحل الثلاث لأدوارهم القياديّة في المجتمع الإسلاميّ؟ هذا ما سنقتصر في الحديث عنه بإيجاز حول أئمّة الدور الأوّل، مستعرِضين المعالم والدلالات الأساسيّة في اُسلوب قيادة كلّ إمام منهم.

 

الإمام عليّ(عليه السلام)

تمهيد:

قبل أن نتناول الحياة السياسيّة للإمام عليّ(عليه السلام) وطبيعة المنهج الذي اتّبعه من الأحداث بدءاً من مسألة السقيفة وانتهاءً بقصّة الحكمين، لابدّ من الإشارة ولفت الانتباه إلى الظروف التي حالت دون نجاح الإمام في استلام زمام الأمر والسيطرة على الأوضاع إجمالاً، على أن تبقى لكلّ مسألة واجهت الإمام خصوصيّاتها التي سوف نستعرضها لدى تناول منهجه من القضايا المهمّة التي تصدّى