المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

170

والنصّ عليهم دون غيرهم، كلّها اُمور جعلت منهجهم القيادي يتّصف بخصوصيّة تتلائم وطبيعتهم هذه.

فالأئمّة(عليهم السلام) من جهة يشتركون مع باقي الناس في أنّهم يعيشون في المجتمع ويؤدّون دورهم الاجتماعي على نحو طبيعي، وتواجههم الأحداث والظروف بنفس الكيفيّة التي تواجه الآخرين، كما أنّ كيفيّة تفاعلهم مع الأحداث والوقائع يتمّ أيضاً بشكل طبيعي، أي: بشكل بشري ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ...﴾، تتكافأ فيه قدراتهم الظاهريّة مع قدرات البشر الاعتياديّة، ولكنّ الأئمّة في الوقت نفسه، وبحكم الخصوصيّات والمؤهّلات التي يتميّزون بها (العصمة، الإمامة، والقرب من رسول الله) يعون الأشياء والوقائع ويدركونها بشكل مختلف وربما مغاير عن باقي الناس؛ لسببين أساسيين:

الأوّل: أنّ وعي الناس للأحداث والوقائع غالباً ما تؤثّر فيه الأهواء النفسيّة والجهل وما إلى ذلك من صفات يتّصفون بها، لكنّ الأئمّة براء منها؛ لعصمتهم واستقامتهم، وبهذا فإنّ الأئمّة(عليهم السلام) يعون الأشياء وعياً عقليّاً محضاً خالصاً من المؤثّرات النفسيّة.

الثاني: أنّ الأئمّة(عليهم السلام) ولقربهم من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولمهمّة الإمامة التي اُنيطت بهم أخبرهم الرسول(صلى الله عليه وآله) بالحوادث والوقائع الاجتماعيّة العامّة والخاصّة التي ستقع لكلّ واحد منهم، ولهذا فالأئمّة (عليهم السلام) كانوا يعلمون بالأحداث ولا يُباغتون بها كما يُباغت الإنسان الاعتيادي.

ولكن ثمّة سؤال مهمّ في هذا الصدد، هو: هل كان الأئمّة (عليهم السلام)يعملون وتصدر عنهم ردود الأفعال على أساس علمهم هذا، أي: