المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

163

بعد أن فرض تحت الستار؟ فأجاب مفترضاً وجود ثلاث فوائد اجتماعيّة تصبّ في إنجاح وتمكّن الإمام ـ عجّل الله فرجه ـ من ممارسة قيادته بدرجة أكبر:

الفائدة الاُولى: الإعداد النفسي لعمليّة التغيير الكبرى، بمعنى: أنّ «عمليّة التغيير الكبرى تتطلّب وضعاً نفسيّاً فريداً في القائد الممارس لها مشحوناً بالشعور بالتفوّق، والإحساس بضآلة الكيانات الشامخة التي اُعِدَّ للقضاء عليها ولتحويلها حضاريّاً إلى عالم جديد، فبقدر ما يعمر قلب القائد المغيّر من شعور بتفاهة الحضارة التي يصارعها، وإحساس واضح بأنّها مجرّد نقطة على الخطّ الطويل لحضارة الإنسان، يصبح أكثر قدرة من الناحية النفسيّة على مواجهتها، والصمود في وجهها، ومواصلة العمل ضدّها حتّى النصر.

ومن الواضح أنّ الحجم المطلوب من هذا الشعور النفسي يتناسب مع حجم التغيير نفسه، وما يراد القضاء عليه من حضارة وكيان، فكلّما كانت المواجهة لكيان أكبر ولحضارة أرسخ وأشمخ تطلّبت زخماً أكبر من هذا الشعور النفسي المفعم. ولمّا كانت رسالة اليوم الموعود تغيير عالم مليء بالظلم وبالجور تغييراً شاملاً بكلّ قيمه الحضاريّة وكياناته المتنوّعة، فمن الطبيعي أن تفتّش هذه الرسالة عن شخص أكبر في شعوره النفسي من ذلك العالَم كلّه، عن شخص ليس من مواليد ذلك العالَم الذين نشؤوا في ظلّ تلك الحضارة التي يراد تقويضها واستبدالها بحضارة العدل والحقّ؛ لأنّ من ينشأ في ظلِّ حضارة راسخة تعمّر الدنيا بسلطانها وقيمها