المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

159

الظالمة. وعلى الرغم من أنّ بعض الكتّاب المنحرفين طعنوا بسيرة الأئمّة (عليهم السلام)وميّزوا بينهم في العمل الاجتماعي متّهمِين بعضهم بعدم ممارسة وظيفتهم في قيادة المجتمع، لكنّ حقائق السيرة المطهّرة للأئمّة الأطهار(عليهم السلام) تؤكّد عكس ذلك، وإنّ أبرز دليل على تصدّي الأئمّة(عليهم السلام) لقيادة المجتمع ومنع الانحراف فيه هو موقف الطواغيت المعادي للأئمّة(عليهم السلام)، والذي كانت تعبّر عنه: المضايقات، والعيون المبثوثة حول الإمام، والسجون، ووسائل القتل المتنوّعة، فالأئمّة(عليهم السلام) قضوا إمّا مسمومين أو مقتولين بحدّ السيف.

فلماذا سلك الطواغيت هذا السلوك الظالم مع الأئمّة لولا أنّهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ كانوا من الناشطين في قيادة المجتمع والمعارضين للسلطات الطاغوتيّة في أزمانهم؟!

فالإمام الحسن(عليه السلام) أوقع الصلح مع معاوية بن أبي سفيان، وعلى الرغم من ذلك عاد هذا الأخير للفتك بالإمام والتخلّص منه بدسّ السمّ إليه. ألا يدلّ هذا الفعل الشنيع على توجّس وخيفة من الإمام(عليه السلام)؟! فلو كان الإمام قاعداً ومنصرفاً عن القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة، فلا حاجة لمعاوية عندئذ بقتل الإمام.

والإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) الذي قضى عمره مسجوناً في طوامير هارون الرشيد دُسّ له السمّ أيضاً، فقضى مسموماً مقتولاً، فلماذا دسّ هارون السمّ للإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)؟

إنّ السبب الذي جعل هارون الرشيد يعتقل الإمام(عليه السلام) هو نفسه الذي جعله يقدم على قتله، وهو عمق وسِعة الولاء الشعبي للإمام،