المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

148

وتعالى وأنّنا لسنا بحاجة إلى مبدأ العلّيّة إلى صفّ مبدأ الإرادة وقدرة الله، فالأمر أوضح؛ إذ إنّ الإمام أو النبيّ عندما يريد أن يأتي بالمعجز يطلب من الله تبارك وتعالى أن يتدخّل بإرادته وبقدرته البالغة، فيتدخّل فيكون المعجز خلافاً لمقتضى الطبيعة التي نألفها، أو يفترض أنّ الله تعالى أعطى المعصوم ولو جزئيّاً إمكانيّة أن يتدخّل هو بإرادته التي لا تخالف إرادة الله. وعلى أ يّة حال فالمعجز معترَف به من أوّل الأمر، ولا نقاش في ذلك.

أمّا لو أراد القائلون بالولاية التكوينيّة أنّ المعصوم(عليه السلام) يتمكّن دائماً أن يفعل ما يريد، أي: لا يعجز عن أيّ شيء، فهذا خلاف صريح القرآن، فالقرآن الكريم يقول: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيل وَعِنَب فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُف أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إلَّا بَشَراً رَّسُولاً﴾(1)، أي: أنّ هذه الاُمور خارجة عن قدرتي، فلو أنّ الله أراد أن أفعل فعلت، وحينما لا يريد لا أفعل، بل لا أستطيع أن أفعل.

وإذا تجاوزنا هذين التفسيرين، فقد يكون المراد بالولاية التكوينيّة أنّ الله عزّ وجلّ فوّض العالم وما يجري فيه إلى الإمام(عليه السلام)،



(1) سورة الإسراء، الآية: 90 ـ 93.