المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

146

جانب نفسي وجانب مادّي، فالرمي مثلاً في الآية الكريمة: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ له جانب نفسي يرجع إلى الشخص الرامي، فلو لم يرد أن يرمي لا يرمي، وله أيضاً جانب مادّي، وهو: أنّ السهم يخرج من القوس ويتحرك وينتهي إلى الشخص الذي تمّ توجيه السهم إليه فيقتله، فبالقياس إلى الجانب النفسي تأتي إرادة البشر وسلطته وقدرته، القدرة التي خلقها الله تعالى فيه، فهذه القدرة تؤثّر أثرها وبهذا لا ننتهي إلى الجبر. وأمّا الجوانب المادّية، فكلّها تنتهي إلى الله، فهو سبحانه الذي جعل هذا السهم يخرج من القوس لدى تحرّك اليد، وجعل الهواء بالشكل الذي يخترقه هذا السهم، وهو الذي جعله يصيب ذاك الهدف، والشخص المستهدف أيضاً هو الذي جعله يُخترَق بهذا السهم، فتزهق روحه ويُميتهُ، كلّ هذا من الله تبارك وتعالى.

 

معنى الولاية التكوينيّة للمعصوم(عليه السلام):

 

لقد تقدّم أنّ تعبير الولاية التكوينيّة مصطلح متأخّر، ولذا نتساءل عن معناه والمقصود منه بالنسبة إلى الأئمّة (عليهم السلام)؟ وما هو دور الأئمّة(عليهم السلام)على أساس القول بولايتهم التكوينيّة؟ وما هو دورهم(عليهم السلام) ضمن هذه الاُسس الفلسفيّة والقرآنيّة التي أشرنا إليها وعرضناها في بداية البحث؟

فإن كان المقصود بالولاية التكوينيّة خرق نواميس الطبيعة، فإنّ الإمام يخرق أحياناً نواميس الطبيعة بإرادة الله ويأتي بما يسمّى