المولفات

المؤلفات > الإمامة وقيادة المجتمع

104

 

 

معنى ذنوب الأنبياء(عليهم السلام)

 

بعد أن أثبتنا عصمة الأئمّة(عليهم السلام) بالدليلين القرآنيّين، وكذلك بالدليلين الاعتباريّين ننتقل إلى الآيات المباركات التي يظهر منها نسبة صدور الذنب إلى الأنبياء سلام الله عليهم وبالأخصّ إلى الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) الذي لا شكّ أنّه نبيّ ورسول وإمام، فإنّ كلّ المقامات الثابتة لإبراهيم(عليه السلام) من النبوّة ثُمّ الرسالة ثُمّ الخلّة ثُمّ الإمامة وأكثر من ذلك وبشكل أكبر وأكمل وأعلى موجودة في رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومع ذلك ترى بعض آيات القرآن المباركة يظهر منها نسبة ذنب ما إليه(صلى الله عليه وآله)، فما نصنع بهذه الآيات، وكيف نُفسّر هذه الآيات ونُوفّق بينها وبين الآيات الاُخرى التي دلّت على العصمة كما أوضحنا؟ ولنستعرض أوّلاً بعض تلك الآيات التي يظهر منها نسبة الذنب إلى الأنبياء (عليهم السلام):

قوله تعالى يُخاطب رسول الله(صلى الله عليه وآله): ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾(1)، ومعنى ﴿اسْتَغْفِرْهُ﴾: اطلب منه المغفرة، وهذا يعني أنّ هناك ذنباً صدر عنه(صلى الله عليه وآله) وعليه أن يستغفر منه الله تعالى.

وقوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالاِْبْكَارِ﴾(2)، وهذا خطاب للنبيّ نصّاً، وهذه الآية


(1) سورة النصر، الآية: 3.
(2) سورة غافر، الآية: 55.