المستوعِب ـ بالكسر ـ ويتصوّر ذلك بنحوين:
أحدهما: أن يكون المستوعِب ـ بالكسر ـ نفس الجمع، أي: (العلماء) مثلا في (أكرم العلماء)، وذلك يتصوّر بأربع صور:
الاُولى: أن تدلّ على استيعاب أفراد أقلّ مراتب الجمع، أي: على استيعاب كلّ ثلاثة ثلاثة من العلماء مثلا.
ويرد عليه: أنّ هذا خلاف مقتضى العموم، فإنّ مقتضاه استيعاب جميع الأفراد، وأفراد الجمع ليست منحصرة في كلّ ثلاثة، فإنّ الأربعة أيضاً جمع، وكذلك الخمسة وهكذا...
الثانية: أن تدلّ على استيعاب المفردات، أي: على استيعاب كلّ عالم عالم.
ويرد عليه: أنّ أفراد الجمع لا تكون أقلّ من ثلاثة.
الثالثة: أن تدلّ على كون المراد من الجمع المرتبة الأخيرة.
ويرد عليه: أنّ هذا ليس استيعاباً لأفراد الجمع بل تخصيص بفرد واحد، فإنّ المرتبة الأخيرة إنّما هي فرد من أفراد الجمع، غاية الأمر أنّها أعظم الأفراد، فيكون ذلك نظير أن يقال: إنّ عموم البياض عبارة عن كون المراد منه المرتبة الشديدة، وهذا واضح البطلان.
الرابعة: أن تدلّ على استيعاب جميع مراتب الجمع، أي: على استيعاب كلّ ثلاثة ثلاثة وكلّ أربعة أربعة... وهكذا.
وهذا هو الموافق لحقيقة الاستيعاب. نعم، بما أنّنا نقطع من الخارج بعدم وجوب إكرام كلّ واحد عدّة مرّات يحمل قوله: (أكرم العلماء) على التداخل بالنسبة للمكرّرات.
وهذه الصورة الرابعة بعد ضمّها إلى هذه المقدّمة الخارجيّة ترجع ـ من حيث النتيجة ـ إلى الصورة الثالثة وهي حمل الجمع على المرتبة الأخيرة.