المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الرابع

223

الاستيعاب، بل وضعت لمركّب يكون من أحكامه التكوينيّة الاستيعاب، فيقال: إنّ كلّ مركّب مستوعب لأجزائه، كما يقال: إنّ كلّ مركّب أكبر من جزئه، بدون أن يكون ذلك داخلا في مفهوم اللفظ، وأسماء الأعداد من هذا القبيل، فإنّها لم توضع للاستيعاب، بل وضعت لمفهوم مركّب، سواء قلنا بأنّها مفاهيم حقيقيّة مركّبة بالتركيب الحقيقيّ ـ كما عليه الفلاسفة ـ أو قلنا بأنّها مفاهيم انتزاعيّة. فكلمة (عشرة) ليست بنفسها من أدوات العموم.

 

دخول كلمة (كلّ) على مثل كلمة (عشرة):

نعم، تدخل على كلمة (عشرة) أداة العموم كما تدخل على كلمات اُخرى فيقال مثلا: (اقرأ كلّ العشرة)، أو (اقرأ كلّ عشرة)، أو (اقرأ كلّ واحد من العشرة). وإنّما مثّلنا بثلاثة أمثلة لما بينها من الفرق، فإنّ الأوّل والثالث يفيدان استيعاب أجزاء عشرة واحدة، والثاني يفيد استيعاب أفراد العشرة، أعني: أنّه يدلّ على وجوب قراءة تمام العشرات، كما أنّ هناك فرقاً بين الأوّل والثالث، وهو أنّه لو قيل: إنّ كلمة (العشرة) بنفسها ظاهرة في المجموعيّة أو مجملة من هذه الجهة فبإدخال كلمة (كلّ) عليها لا يتبدّل معنى الكلام من ذلك إلى الاستغراقيّة، لكن يتبدّل إليها بإدخال كلمة (كلّ واحد) بأن يقال: (اقرأ كلّ واحد من العشرة).

هذا كلّه بحسب الاستظهار العرفيّ المفيد للفقيه في مقام الاستنباط.

بقي هنا بحث علميّ، وهو: أنّه ما هو السرّ في أنّ إدخال كلمة (كلّ) على مثل كلمة (عشرة) معرّفة باللام يفيد استيعاب الأجزاء، وإدخاله عليها منكّرة يفيد استيعاب الأفراد؟

أفاد المحقّق العراقيّ(رحمه الله): أنّ السرّ في ذلك هو أنّ اللام وإن كان غير مختصّ