المولفات

المؤلفات > مناسك الحج

213

تَمْنَحْنِي بِما لا طَاقَةَ لِي بِهِ، فَتَبْهَظَنِي ممّا تُحَمِّلُنيهِ مِنْ فَضْلِ مَحبَّتِكَ، ولا تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إرْسَالَ مَنْ لا خَيْر فِيْهِ، ولا حَاجَةَ بِكَ إلَيْهِ، ولا إنَابَةَ لَهُ، ولا تَرْمِ بِي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ، ومَنِ اشْتَمَل عَلَيْهِ الخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ، بَلْ خُذْ بِيَدِي مِنْ سَقْطَةِ المُتَرَدِّينَ، ووَهْلَةِ المُتَعَسِّفِينَ، وزَلَّةِ المَغْرُورِينَ، ووَرْطَةِ الهَالِكينَ، وعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وإمَائِكَ، وبَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ وأنْعَمْتَ عَلَيْهِ، ورَضِيتَ عَنْهُ، فَأعَشْتَهُ حَمِيداً، وتَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً، وطَوِّقْنِي طَوْقَ الإقْلاعِ عَمَّا يُحْبِطُ الحَسَناتِ ويَذْهَبُ بِالبَرَكَاتِ، وأشْعِرْ قَلْبِي الازْدِجاَر عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئَاتِ وفَوَاضَحِ الحَوْبَاتِ، ولا تَشْغَلْنِي بِما لا اُدْرِكُهُ إلّا بِكَ عَمّا لا يُرْضِيكَ عَنِّي غَيْرُهُ، وانْزِعْ مِنْ قَلْبِي حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّة تَنْهَى عَمّا عِنْدَكَ، وتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَاءِ الوَسِيلَةِ إلَيْكَ، وتُذْهِلُ عَنْ التَّقَرُّبِ مِنْكَ، وزَيِّنْ لِي التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ، وهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وتَقْطَعُنِي عَنْ ركُوبِ مَحارِمِكَ، وتَفُكُّنِي مِنْ أسْرِ العَظَائِمِ، وهَبْ لِيَ التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ العِصْيَانِ، وأذْهِبْ عَنّي دَرَنَ الخَطَايَا، وسَرْبِلْنِي بِسِرْبَالِ عَافِيَتِكَ، ورَدِّنِي رِداءَ مُعَافَاتِكَ، وجَلِّلْنِي سَوَابِغَ نَعْمَائِكَ، وظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وطَوْلَكَ، وأيِّدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وتَسْدِيدِكَ، وأعِنِّي عَلى صَالِحِ النِّيَةِ ومُرْضِي القَوْلِ ومُسْتَحْسَنِ العَمَلِ، ولا تَكِلْنِي إلى حَوْلِي وقُوَّتِي دُوْنَ حَوْلِكَ وقُوَّتِكَ، ولا تُخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقَائِكَ، ولا تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَي أوْلِيَائِكَ، ولا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ، ولا تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ، بَلْ ألزِمْنِيهِ في أحْوالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاتِ الجَاهِلِينَ لآلائِكَ، وأوْزِعْنِي أنْ اُثْنِيَ بِمَا أوْلَيْتَنِيهِ، وأعْتَرِفَ بِمَا أسْدَيْتَهُ إليَّ، واجْعَلْ رَغْبَتِي إلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الرّاغِبِينَ، وحَمْدِي إيّاكَ فَوْق حَمْدِ الحَامِدِينَ، ولا تَخْذُلنِي عِنْدَ فَاقَتِي إلَيْكَ، ولا تُهْلِكْنِي بِما أسْدَيْتُهُ إلَيْكَ، ولا تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ المُعَاندِينَ لَكَ؛ فَإنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ، أعْلَمُ أنَّ الحُجَّةَ لَكَ، وأنَّكَ أوْلى بِالفَضْلِ، وأعْوَدُ بِالإحْسَانَ، وأهْلُ التَّقْوى