المولفات

المؤلفات > مناسك الحج

197

غَضَبِكَ، وَلا تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ، لَكَ الَعُتْبى لَكَ العُتْبى حَتّى تَرْضى قَبْلَ ذلِكَ.

لا إلهَ إلَّا أنْتَ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، وَالمَشْعَرِ الحَرامِ، وَالبَيْتِ العَتِيقِ الَّذِي أحْلَلْتَهُ البَرَكَةَ، وَجَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أمْناً، يا مَنْ عَفا عَنْ عَظِيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ أسْبَغَ النَّعْماءَ بِفَضْلِهِ، يا مَنْ أعْطَى الجَزِيلَ بِكَرَمِهِ، يا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي، يا صاِحِبي فِي وَحْدَتِي، يا غِياثِي فِي كُرْبَتِي، يا وَلِيّي فِي نِعْمَتِي، يا إلهِي وَإلهَ آبائِي إبْراهِيمَ وَإسْماعِيْلَ وَإسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ جَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإسْرافِيلَ، وَرَبَّ مُحَمَّد خاتِمِ النَّبِيِّينَ وَآلهِ المُنْتَجَبِينَ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالفُرْقانِ، وَمُنَزِّلَ كهيعص وَطه وَيس وَالقُرْآنِ الحَكِيمِ، أنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ فِي سَعَتِها، وَتَضِيقُ بِيَ الأرْضُ بِرُحْبِها، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأنْتَ مُقِيلُ عَثْرَتِي، وَلَوْلا سَتْرُكَ إيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، وَأنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلَى أعْدائِي، وَلَوْلا نَصْرُكَ إيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَغْلُوبِينَ، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ، فَأوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ، يا مَن جَعَلَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلَى أعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ، وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، وَغَيْبَ ما تَأْتِي بِهِ الأزْمِنَةُ وَالدُّهُورُ.

يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ إلَّا هُوَ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما يَعْلَمُهُ إلَّا هوَ، يا مَنْ كَبَسَ الأرْضَ عَلَى الماءِ، وَسَدَّ الهَواءَ بِالسَّماءِ، يا مَنْ لَهُ أكْرَمُ الأسْماءِ، يا ذَا المَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أبَداً، يا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي البَلَدِ القَفْرِ، وَمُخْرِجَهُ مِنَ الجُبِّ، وَجاعِلَهُ بَعْدَ العُبُودِيَّةِ مَلِكاً، يا رادَّهُ عَلَى يَعْقُوبَ بَعْدَ أن ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلْوى عَنْ أيُّوبَ، وَمُمْسِكَ يَدَيْ إبْراهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنَّهِ وَفَناءِ عُمُرِهِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيَّا، فَوَهَبَ لَهُ يَحْيَى، وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً، يا مَنْ أخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ، يا مَنْ فَلَق