المولفات

المؤلفات > مناسك الحج

195

أجَلْ، وَلَوْ حَرَصْتُ أنَا وَالعادُّونَ مِنْ أنامِكَ أن نُحْصِيَ مَدى إنعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ، ما حَصَرْناهُ عَدَداً، وَلا أحْصَيْناهُ أمَداً، هَيْهَاتَ أنّى ذلِكَ وَأنْتَ المُخْبِرُ فِي كِتابِكَ النَّاطِقِ وَالنَّبَأِ الصَّادِقِ: ﴿وَإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لا تُحْصُوها﴾ صَدَقَ كِتابُكَ اللّهُمَّ وَإنْباؤُكَ. وَبَلَّغَتْ أنْبِياؤُكَ وَرُسُلُكَ ما أنْزَلتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيكَ، وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دِينِكَ، غَيْرَ أنِّي يا إلهِي أشْهَدُ بِجُهْدِي وَجِدّي وَمَبْلَغِ طَاقَتِي وَوُسْعِي، وَأقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً: الحَمْدُ للّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ فَيُضادَّهُ فِيما ابْتَدَعَ، وَلا وَ لِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فِيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلَّا اللّهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا، سُبْحانَ اللّهِ الواحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ، الحَمْدُ للّهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى خِيَرَتِهِ مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ المُخْلَصِينَ وَسَلَّمَ».

فشرع(عليه السلام) في السؤال، واهتمّ في الدعاء ودموعه تنحدر على خدّيه، ثُمّ قال:

اللّهُمّ، اجْعَلْنِي أخْشاكَ كَأنِّي أراكَ، وَأسْعِدْنِي بِتَقْواكَ وَلا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْ لِي فِي قَضائِكَ، وَبارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ حَتَّى لا اُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أخَّرْتَ، وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ.

اللّهُمّ، اجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالإخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالنورَ فِي بَصَرِي، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَمَتِّعْنِي بِجَوارِحِي، وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرِي الوارِثَيْنِ مِنّي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَأرِنِي فِيهِ ثارِي وَمَآرِبِي، وَأقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي.

اللّهُمَّ، اكْشِفْ كُرْبَتِي، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَاخْسَأ شَيْطانِي،