المولفات

المؤلفات > مناسك الحج

188

يُضيّق عليه بمقاطعته؛ لإلجائه إلى الخروج.

5 ـ الطواف حول الكعبة الشريفة جزء من العمرة وجزء من الحجّ كما مرّ بنا، وهو ـ إضافةً إلى ذلك ـ عبادة مستقلّة يمكن للإنسان أن يؤدّيها، فيطوف دون أن يضمّ إلى ذلك شيئاً آخر من أعمال الحجّ.

وإذا طاف طوافاً مستحبّاً فليس عليه أن يكون متوضِّئاً حال الطواف، ولكن لابدّ أن يكون متوضِّئاً عند أداء صلاة ذلك الطواف المستحبّ؛ إذ «لاصلاة إلّا بطهور»(1).

ويعتبر الطواف بالنسبة إلى المسافر أفضل من الصلاة المستحبّة، خلافاً لأهل مكّة أنفسهم؛ فإنّ الصلاة بالنسبة إليهم أفضل.

6 ـ إنّ شرف مكّة وعظيم حرمتها يجعل أصغر الذنوب كبيراً فيها في عقابه عند الله سبحانه وتعالى، قال الله عزّوجلّ: ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَاد بِظُلْم نُذِقْهُ مِنْ عَذَاب أَلِيم﴾(2).

وقد جاء في سند معتبر عن الحلبيّ قال: «سألت أبا عبدالله الصادق(عليه السلام) عن ذلك، فقال: كلّ الظلم فيه إلحاد حتّى لو ضربت خادمك بغير ذنب ظلماً خشيت أن يكون إلحاداً»(3)، وفي بعض



(1) وسائل الشيعة، الباب 2 من أبواب الوضوء، الحديث 3.

(2) سورة الحجّ، الآية: 25.

(3) الوسائل، الباب 16 من مقدّمات الطواف، الحديث 1.